الفتاوي

يقول الإمام البربهاري - رحمه الله - في شرح السنة "وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله".

5855 | 06-08-2020

السؤال:

يقول الإمام البربهاري -رحمه الله- في شرح السنة "وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله". لكن الرسول صلى الله عليه وسلم صح عنه أنه دعا على السلطان فقال: كما عند مسلم:"...وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم..."، وقال كما جاء في صحيح مسلم: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به".

فهل تَرَوْن - بارك الله فيكم- صحة ما ذهب إليه البربهاري -رحمه الله- أم أن في المسألة تفصيل؟

الجواب:

إذا كان السلطان ظالما فخير لك أن تدعو له بالهداية والصلاح حتى يصلحه الله فقد يصلح فيكون في صلاحه خير كثير ولعلها توافق ساعة إجابة؛ أما إن كان يأخذ مالك ويحارب دينك ويؤذي إخوانك وتدعو عليه بأن الله لا يوفقه ويرينا فيه عجائب قدرته ويهلكه ونحوها فقد تستجاب فيزداد فجوراً ويزيد في ظلمك، لكن عليك أن تدعو لهو ولأن الهلاك هلاك الدين فيزداد حربا للدين وأهله أما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ويلعنونكم وتلعنونهم) فالمراد أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد ان يبين لنا فعل الناس، وأن هذا واقعهم، وليس المراد أن يشرع لعنهم، ولهذا سئل بعد ذلك: (أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة).

وهذا الحديث وحديث اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً ..... فيها أكبر زاجر وواعظ للحاكم الظالم لعله يسمع بها فينتهي ولذلك اتجاهها اتجاه تخويف وترهيب.