المقال

:: قصة الكتاب ::

1439 | 17-08-2020

قصة الكتاب

موضوع ينبغي أن نستشعره في كل لحظة من لحظات حياتنا, وأن نقيم له وزنا وأن نحترم حالنا معه ألا وهو كتاب كل واحد منا، وماذا في هذا الكتاب، وهو كتاب حياتنا، وكتاب حسابنا.

وهذا الكتاب يمر بثلاث مراحل, وهناك خمسة كتب:

المرحلة الأولى: قبل خلقنا في هذه الحياة الدنيا, وفيه كتابان:

الكتاب الأول: كان الله ولم يكن شيء غيره، ثم خلق الله العرش وهو أول المخلوقات، وقبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة خلق الله القلم واللوح المحفوظ، ثم أمر الله القلم فكتب في اللوح كل شيء.

فكتبني وكتب كل شيء عني وكتبك وكتب كل شيء عنك قبل خلق السماوات والأرض قال سبحانه وتعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}.

وقال صلى الله عليه وسلم: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه على الماء" قال عبادة بن الصامت لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب. قال: رب وماذا أكتب؟ قال: مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة".

فيجب الإيمان بكتاب الله تعالى الذي لم يفرط فيه من شيء قال الله عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} وقال تعالى: عن موسى حين قال له فرعون: {فما بال القرون الأولى، قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} وقال تعالى: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين} وقال علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة، فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال: "ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله تعالى مكانها من الجنة والنار، وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة. قال فقال رجل: يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال: "من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة. فقال: اعملوا فكل ميسر. وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة. ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى} وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه ركب خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام إني معلمك كلمات ينفعك الله بهن؛ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".

الكتاب الثاني: يوم خلق الله آدم عليه السلام فيما يسمى بالميثاق، قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون}.

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه حتى استخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون. ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون". فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله ربه الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله ربه النار".

المرحلة الثانية: بعد خلق الإنسان وفيها ثلاثة كتب، الكتاب الثالث: عند تخليق النطفة في الرحم، فيكتب إذ ذاك ذكوريتها وأنوثتها والأجل والعمل والشقاوة والسعادة والرزق وجميع ما هو لاق فلا يزاد فيه ولا ينقص منه، قال الله تبارك وتعالى: {والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير}.

وقال صلى الله عليه وسلم "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات تكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"

الكتاب الرابع في ليلة القدر، يقدر فيها كل ما يكون في السنة إلى مثله، قال الله تبارك وتعالى: {حم? والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين} قال ابن عباس: يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر حتى الحجاج يقال يحج فلان ويحج فلان.

الكتاب الخامس: التقدير اليومي قال تعالى: {يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن} قال صلى الله عليه وسلم: "أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين".

وقد وكل الله تعالى بكل واحد منا ومن غيرنا ملائكة يكتبون كل صغيرة وكبيرة لا يفوتهم منك حرف واحد، ولا خائنة الأعين ولا ما تخفي الصدور كل شيء يحصل منك مسجل تسجله الملائكة قال تعالى: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} وقال تعالى: {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات. وقال تعالى: {وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله -عز وجل- له بها رضوانه إلى يوم يلقاه, وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه" فكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث.

وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى وتلا هذه الآية: {عن اليمين وعن الشمال قعيد}: يابن آدم بسطت لك صحيفة، ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك، فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك وجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة، فعند ذلك يقول الله تعالى: ﴿وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} ثم يقول: عدل والله فيك من جعلك حسيب نفسك.

المرحلة الثالثة: بعد الموت وفي عرصات القيامة يوم يجمع الله الخلق أولهم وآخرهم ليوم الفصل وهو يوم التغابن لكثرة المغبونين فيه، ويوم الجمع لأنه يجمع فيه الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، ويوم التلاق لأنه يلقى فيه العبد ربه ويلقى فيه العامل عمله ويلتقي فيه الأولون بالآخرين ويلتقي فيه أهل السماوات والأرضين، ويوم القيامة لأن فيه قيام الخلائق من القبور، ويوم التناد لتنادي العباد بعضهم بعضا، ولمناداة الله عز وجل عباده فيه، وبندائهم ليتبع كل قوم ما كانوا يعبدون، ولتنادي أصحاب الجنة وأصحاب النار في موقف عظيم يشتد فيه الخطب ويعظم الهول والكرب قال {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين}، وقال تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء} وقال: " يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه" وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين -قال- فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، منهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاما" وقال صلى الله عليه وسلم "يا معاذ، إن المرء يسأل يوم القيامة عن جميع سعيه حتى كحل عينيه، وعن فتات الطينة بأصبعيه، فلا ألفينك يوم القيامة وأحد غيرك أسعد بما آتاك الله منك".

وهنا يأتي دور صحائف الأعمال التي كتبتها الملائكة في الدنيا عنهم وهذه الكتب فيها الحسنات والسيئات قال الله تعالى: {وإذا الصحف نشرت} تؤخذ باليمين للمؤمن والشمال للكافر قال تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}، وقال تعالى: {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية، فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه، إني ظننت أني ملاق حسابيه، فهو في عيشة راضية، في جنة عالية، قطوفها دانية، كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية، وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه، ولم أدر ما حسابيه، يا ليتها كانت القاضية، ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه، خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه، إنه كان لا يؤمن بالله العظيم، ولا يحض على طعام المسكين، فليس له اليوم هاهنا حميم، ولا طعام إلا من غسلين، لا يأكله إلا الخاطئون} يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في جسمه ويبيض وجهه, ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤة يتلألأ فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم آتنا بهذا وبارك لنا في هذا فيأتيهم فيقول لهم أبشروا فإن لكل رجل منكم مثل هذا وأما الكافر فيسود وجهه ويمد له في جسمه ويراه أصحابه فيقولون نعوذ بالله من هذا أو من شر هذا, اللهم لا تأتنا به, فيأتيهم فيقولون: اللهم أخزه فيقول أبعدكم الله فإن لكل رجل منكم مثل هذا.

قال أحد السلف: "إن الله يوقف عبده يوم القيامة فيظهر سيئاته في ظهر صحيفته فيقول له: أنت عملت هذا فيقول نعم: أي رب فيقول له إني لم أفضحك به وإني قد غفرت لك فيقول عند ذلك {هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} أما المؤمن فيعطى كتاب حسناته بيمينه وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين" تلوى يده اليسرى خلف ظهره، ثم يعطى كتابه وقيل تنزع يده اليسرى من صدره إلى خلف ظهره ثم يعطى كتابه.

يا عبد الله ستعرف في صحائف أعمالك آفات لسانك من غيبة ونميمة وكذب وبهتان وظلم فأنت يا مسكين ترى صحيفتك خالية عن حسنات طال فيها تعبك فتقول أين حسناتي فيقال نقلت إلى صحيفة خصمائك وترى صحيفتك مشحونة بسيئات طال في الصبر عنها نصبك واشتد بسبب الكف عنها عناؤك فتقول يا رب هذه سيئات ما قارفتها قط فيقال هذه سيئات القوم الذين اغتبتهم وشتمتهم وقصدتهم بالسوء وظلمتهم في المبايعة والمجاورة والمخاطبة والمناظرة والمذاكرة والمدارسة وسائر أصناف المعاملة.

سترى في هذه الصحائف آفات عينك بالنظر إلى ما حرم الله من مقاطع إباحية وصور فاجرة ورسائل عصيت الله بها في غزل وكذب وإثارة للفتن ونحوها.

سترى في هذه الصحائف آفات أذنك بسماع للطرب والغناء والموسيقى وسماع للغيبة وانتهاك الأعراض ولم تدافع عنهم.

سترى في هذه الصحائف آفات قلبك من كبر واحتقار للآخرين وشبهات وشهوات

سترى في هذه الصحائف آفات يديك وما اختلست أو سرقت بها أو مددتها لضرب مسلم أو إيذاء مؤمن.

سترى في هذه الصحائف آفات رجليك مامشيت بها في المعاصي والمنكرات

وهناك تندم وتتمنى أنك لم تفعلها أو أنك تبت منها وتبكي على ما حصل ولكن قضي الأمر قال الزبير والله إن الأمر لشديد فأعظم بشدة يوم لا يسامح فيه بخطوة ولا يتجاوز فيه عن لطمة ولا عن كلمة حتى ينتقم للمظلوم من الظالم.

فتفكر الآن في نفسك إن خلت صحيفتك عن المظالم أو تلطف لك حتى عفا عنك وأيقنت بسعادة الأبد كيف يكون سرورك في منصرفك من مفصل الفضاء وقد خلع عليك خلعة الرضا وعدت بسعادة ليس بعدها شقاء وبنعيم لا يدور بحواشيه الفناء وعند ذلك طار قلبك سرورا وفرحا وابيض وجهك واستنار وأشرق كما يشرق القمر ليلة البدر فتوهم تبخترك بين الخلائق رافعا رأسك خاليا عن الأوزار ظهرك ونضرة نسيم النعيم وبرد الرضا يتلألأ من جبينك وخلق الأولين والآخرين ينظرون إليك وإلى حالك ويغبطونك في حسنك وجمالك والملائكة يمشون بين يديك ومن خلفك وينادون على رءوس الأشهاد هذا فلان بن فلان رضى الله عنه وأرضاه وقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا أفترى أن هذا المنصب ليس بأعظم من المكانة التي تنالها في قلوب الخلق في الدنيا بريائك ومداهنتك وتصنعك وتزينك فإن كنت تعلم أنه خير منه بل لانسبة له إليه فتوسل إلى إدراك هذه الرتبة بالإخلاص الصافي والنية الصادقة في معاملتك مع الله فلن تدرك ذلك إلا به.

وإن تكن الأخرى والعياذ بالله بأن خرج من صحيفتك جريمة كنت تحسبها هينة وهى عند الله عظيمة فمقتك لأجلها فقال عليك لعنتي يا عبد السوء لا أتقبل منك عبادتك فلا تسمع هذا النداء إلا ويسود وجهك ثم تغضب الملائكة لغضب الله تعالى فيقولون وعليك لعنتنا ولعنة الخلائق أجمعين وعند ذلك تنثال إليك الزبانية وقد غضبت لغضب خالقها فأقدمت عليك بفظاظتها وزعارتها وصورها المنكرة فأخذوا بناصيتك يسحبونك على وجهك على ملأ الخلق وهم ينظرون إلى اسوداد وجهك وإلى ظهور خزيك وأنت تنادى بالويل والثبور وهم يقولون لك لا تدع اليوم ثبورا واحدا وادع ثبورا كثيرا وتنادى الملائكة ويقولون هذا فلان بن فلان كشف الله عن فضائحه ومخازيه ولعنه بقبائح مساويه فشقى شقاوة لا يسعد بعدها أبدا وربما يكون ذلك بذنب أذنبته خفية من عباد الله أو طلبا للمكانة في قلوبهم أو خوفا من الافتضاح عندهم فما أعظم جهلك إذ تحترز عن الافتضاح عند طائفة يسيرة من عباد الله في الدنيا المنقرضة ثم لا تخشى من الافتضاح العظيم في ذلك الملأ العظيم مع التعرض لسخط الله وعقابه الأليم والسياق بأيدي الزبانية إلى سواء الجحيم فهذه أحوالك.


التعليقات : 0 تعليق

إضافة تعليق


 

/500

روابط ذات صلة

المقال السابق
المقالات المتشابهة المقال التالي