.
بسم الله
الرحمن الرحيم
رسالة إلى التاجر
المسلم
أخي التاجر بارك الله لك في رزقك، ونفعك
الله بمالك، ووفقك في وقتك، وجعل كسبك حلالاً، وصرفك قربة وطاعة.
أخي التاجر: لقد
أحل الله البيع وجعله من أجل المكاسب وأعظم الأرزاق فقال الله عز وجل: {وأحل
الله البيع وحرم الربا}.
1. قال
عبد الرحمن بن عوف t: (لما قدمنا إلى المدينة آخى رسول الله r
بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد بن الربيع: إني أكثر الأنصار
مالا، فأقسم لك نصف مالي، وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها، فإذا حلت تزوجتها،
قال: فقال عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك، هل من سوق فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع،
قال: فغدا إليه عبد الرحمن، فأتى بأقط وسمن، قال: ثم تابع الغدو) رواه البخاري.
2. عن
جميع بن عمير عن خاله (أبي بردة) قال سئل النبي r
عن أفضل الكسب فقال: "بيع مبرور وعمل الرجل بيده" رواه أحمد وله عنده
شاهد عن رافع بن خديج و صححه الألباني في الصحيحة
3. عن أبي
سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r:
"التَّاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء" رواه الترمذي.
4. عن
رفاعة أن النبي r قال: "إن التجار
يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله وبر و صدق"، رواه الترمذي وقال
حديث حسن صحيح وصححه الذهبي.
والتجارة من أجل المكاسب وأطيبها:
وقد قال تعالى: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا
أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ
تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة:267]، والكسب في التجارة أعظم
الكسب وأظهره.
عن عائشة t
قالت: قال رسول الله r:
"إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه" رواه الأربعة وصححه
الترمذي وغيره.
v الورع في
البيع وغيره واجتناب الشبهات كالاتجار في سوق يختلط الحرام فيه بالحلال، وكالتعامل
مع من أكثر ماله حرام .
1. قال
الله تعالى: { وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم }، وقال
تعالى : {إن ربك لبالمرصاد}.
2. وعن
النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله r
يقول: "إن الحلال بين وإن الحرام بين, وبينهما شبهات لا يعلمهن كثير من الناس,
فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه, ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي
يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي
القلب" رواه البخاري ومسلم.
3. وعن
النواس بن سمعان عن النبيr قال: "البر حسن الخلق, والإثم ما حاك
في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس" رواه مسلم.
v النهي عن اليمين
والحلف في البيع:
1. عن أبي
هريرة t قال: قال الرسول r:
"الحلف منفقة للسلعة ممحقة للربح" متفق عليه، فمن أكثر من الحلف فقد محق
بركة بيعه.
2.
وعن
أبي قتادة t عن رسول الله r
أنه قال: "إياكم وكثرة الحلف فإنه ينفق ثم يمحق" رواه
مسلم.
3. وعن
أبي ذر t عن النبي r
قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب
أليم فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، قال أبو ذر: خابوا
وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال : المسبل
والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" رواه مسلم.
v التبكير في
طلب المعيشة, عن صخر الغامدي الصحابي t
قال : قال رسول الله r:
"اللهم بارك لأمتي في بكورها وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار،
وكان صخر رجلا تاجرا، وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار، فأثرى وكثر ماله"
رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
v استحباب
السماحة في البيع والشراء والتقاضي والاقتضاء وإرجاح المكيال والميزان واستعمال
معالي الأخلاق، وترك المشاحة والتضييق على الناس
بالمطالبة لمن يعلم منهم عدم المماطلة:
1. فعن جابر t
أن النبي r قال: "رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا
اشترى وإذا اقتضى" رواه البخاري.
2. وعنه t قال: "اشترى مني رسول الله r بعيرا فوزن لي وأرجح" متفق عليه.
v ملازمة ما
ربح فيه العبد: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول
الله r: "من أصاب من شيء فليلزمه "رواه
ابن ماجه بإسناد جيد.
v عدم
الإكثار من لزوم الأسواق:
1. عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: "أحب البلاد إلى
الله مساجدها, وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" رواه مسلم
2. وعن
سلمان الفارسي رضي الله عنه من قوله: "لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته" رواه مسلم هكذا
موقوفا على سلمان.
قال الماوردي وغيره: الذم لمن
أكثر ملازمة السوق وصرف أكثر الأوقات إليها والاشتغال بها عن العبادة وهذا كما
قالوه، لثبوت الأحاديث في دخول النبي r
الأسواق مع نص القرآن. قال الله تعالى: {وقالوا ما لهذا الرسول يأكل
الطعام ويمشي في الأسواق}، وقال تعالى : {وما
أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق}.
v من أراد
التجارة لزمه أن يتعلم أحكامها فيتعلم شروطها, وصحيح العقود من فاسدها، وسائر أحكامها، قال عمر بن الخطاب: (لا يبع في سوقنا إلا من قد تفقه في الدين) قال
أبو عيسى هذا حديث حسن غريب.
v تحري الصدق
والأمانة وهو من البيع المبرور فليكن بيعك مبروراً.
والحذر من بيع ما يضر بالناس أو يفسد المجتمع.
v التصدق من
مال التجارة لحديث: " يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره الحلف والكذب فشوبوا
بيعكم بالصدقة "رواه النسائي والترمذي وصححه.
v الإشهاد
على عقد البيع والإجارة وسائر العقود غير النكاح والرجعة مستحب, وليس بواجب، لقوله تعالى: {وأشهدوا إذا تبايعتم}، ولأنه
أقطع للنزاع، وأبعد من التجاحد، فكان أولى، ويختص ذلك بما له خطر, فأما الأشياء
القليلة الخطر، كحوائج البقال، والعطار، وشبههما، فلا يستحب ذلك فيها: لأن العقود
فيها تكثر، فيشق الإشهاد عليها، وتقبح إقامة البينة عليها، والترافع إلى الحاكم
من أجلها، بخلاف الكثير.
v عدم
الخيانة في البيع: وهذا البيع المبرور. وقد قال النبي r
قال: "إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله وبر و صدق".
v عدم
الاحتكار فالجالب مرزوق والمحتكر ملعون.
أسأل الله أن يرزقك الحلال
ويوفقك لعمل الخير فالتاجر الصادق الأمين الغيور على أمته هو على ثغر من ثغور
الإسلام فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك.
المقال السابق
| المقالات المتشابهة | المقال التالي
|